تقرير المنتخب: لماذا يخيفنا الوداد قبل مواجهة النجم؟

من توقع أن يستعيد الوداد البيضاوي عافيته، ويعود لسكة الإنتصارات على مستوى البطولة الإحترافية، وهو يواجه اليوم يوسفية برشيد المتجرع لخسارتين متتاليتين، خاب ظنه، لأن الوداد البيضاوي اشتكى من ذات الأزمة الذهنية والتقنية وحتى التكتيكية التي غيبت عنه الفوز في آخر مباراتين عن البطولة.

ويبدو أن الرجة التي أحدثها سعيد الناصيري رئيس الوداد البيضاوي، عندما استدعى اللاعبين والمدرب سيبستيان دوسابر إلى جلسة للتقريع والتنديد بالإنفلات والزوغان، ولا البيان الذي خطه فصيل الوينرز والموجه للاعبين المتخاذلين لم يؤتيا أكلهما، إذ واصل الوداد البيضاوي رحلة الضياع في وقت بالغ الحساسية والدقة.

ماذا يفعل دوسابر؟ برغم أن دوسابر عاد بشكل كبير للنواة الصلبة التي وظفها من قبله  الصربي مانولوفيتش، بالإعتماد على الثوابت البشرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ليستعيد الوداد رشاقته التكتيكية وما اعتاد أن يفرضه على منافسيه من إيقاع ومن ضغط عال ومن جهمات منظمة وسريعة، وبرغم ما حاول لاعبو الوداد تقديمه على طول المباراة، إلا أنهم بقوا بعيدين عن المنظومة التكتيكية التي تعودوا عليها، ما يؤكد أن استقدام دوسابر في هذه الظرفية الزمنية يطرح أكثر من سؤال، بل إن هناك ما يدفع للإعتقاد بأن وضع الوداد كان سيكون أفضل فيما لو تم الإبقاء على الإطار الشاب عبد الإله صابر الذي لعب دور الإطفائي وتحقق معه الفوز في مباراتين على حسنية أكادير وأولمبيك أسفي.

لماذا انهار الدفاع؟ المقلق فيما شاهدناه في مباراة يوسفية برشيد، ليس هو الضعف التكتيكي للاعبين ولا قصور المنظومة التكتيكية لدوسابر ولا العبث بالهوية تحديدا، ولكن ما هو أفظع من ذلك، أن الوداد خلال هذه المباراة تلقت شباكه ثلاثة أهداف، وهي نسبة لم يسبق للوداد أن تلقاها في البطولة الإحترافية للموسم الحالي، بل إنها ستكون الثانية في كل المسابقات بعد الأربعة أهداف التي تلقاها الوداد في الديربي العربي المجنون أمام الرجاء والذي انتهى بأربعة أهداف لكل فريق في إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال.

الأهداف الثلاثة التي استقبلتها شباك الوداد، سببها الأول أخطاء الحارس رضا التكناوتي التقديرية، وسببها الثاني عدم الإنسجام بين ثنائي متوسط الدفاع كومارا والراحيلي، وهنا نتساءل عن السر في تهميش أسرير الذي نجح إلى حدما في التغطية على الغياب المؤثر لأشرف داري، وسببها الثالث المنظومة الدفاعية برمتها.

ADVERTISEMENTS كيف هو مستودع الملابس؟ إن حالة الإحتقان داخل مستودع الملابس، التي تحدث عنها بيان المكتب المسير للوداد والتي كانت دافعا لكي يعقد الناصيري جلسة مكاشفة مع لاعبيه ومع الجهاز التقني، يبدو أنها تركت الكثير من الأوشام في ذهنية اللاعبين، وقد تكون لها علاقة بنوعية الخطاب التكتيكي والذهني للمدرب دوسابر وبهشاشة الخيط الذي يربط دوسابر باللاعبين، وهذه واحدة من المخاطر التي ينطوي عليها تغيير المدرب وسط الموسم، ولو أن الوداد مع إقالة مانولوفيتش كان يقف في صدارة ترتيب البطولة الإحترافية وشبه متأهل للدور ربه النهائي لعصبة الأبطال.

ومع ذلك لا نيأس إن خطورة هذا الذي يتداعى في مشهد الوداد البيضاوي، تكمن في أن الفريق مقبل يوم السبت القادم على مباراة مصيرية وحاسمة، ستجمعه بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء بالنجم الساحلي التونسي الذي نجح بشكل كبير في تجاوز أزمة الإنفصال عن مدربه الإسباني غاريدو المدرب السابق للرجاء، فقيس الغضبان الذي حل بديلا له تمكن من العبور بالفريق إلى شط الإستقرار، بفوزه اليوم بخماسية على نجم المثلوي في إطار البطولة التونسية وهو الفوز الثاني تواليا للنجم.

بالطبع لا نريد أن نصيب لاعبي الوداد ولا أن نصيب أنفسنا باليأس، فالوداد البيضاوي بمقدوره أن يكون فريقا آخر يوم السبت القادم، وأن يظهر جسارته وكم الخبرة التي يملكها في عصبة الأبطال الإفريقية التي بلغ نهائيها مرتين في الثلاثة مواسم الأخيرة.

يفترض أن تطوى صفحة الهزيمة أمام يوسفية برشيد، ويتجاوز اللاعبون كل مؤثراتها السلبية، ويذهب التفكير والتركيز كاملا لمباراة يوم السبت القادم أمام النجم الساحلي، فرهان المنافسة مجددا على لقب عصبة الأبطال، يتوقف نجاحه على هذه المباراة بالذات.

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 4 سنوات | 15 قراءة)
.