وطأة الأزمة الاقتصادية تدفع الإيرانيين مجددا إلى الشوارع

وطأة الأزمة الاقتصادية تدفع الإيرانيين مجددا إلى الشوارع

طغى مشهد الاحتجاجات من جديد على شوارع إيران حيث تظاهر المئات من طلاب جامعة أمير كبير في العاصمة طهران للتعبير عن غضبهم إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية، ورفضهم كذلك لانتخابات “مزورة” ونتائجها محسومة لصالح الأصوليين بعد أن تم إقصاء غالبية المعتدلين من السباق الانتخابي.

احتشد المئات من الطلاب الإيرانيين الأحد أمام جامعة أمير كبير في العاصمة احتجاجا على الأزمة الاقتصادية التي باتت ترزح تحتها بلادهم بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليها.

وبالرغم من أن هتافات الطلاب ذكرت السلطات الإيرانية بالقمع الذي أخمدت به الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر الماضي إلا أنها رفضت كذلك الانتخابات البرلمانية المقررة في 21 فبراير الجاري.

وأظهرت فيديوهات نُشرت على تويتر، طلابا يهتفون “لا للصناديق، ولا للتصويت، نعم للمقاطعة”.

وأضاف المحتجون “الشعب غارق في الفقر وهؤلاء يفكرون في جمع الأصوات”.

وندد المحتجون بالقمع الذي تعرض له مناهضون للسلطات في نوفمبر الماضي في احتجاجات أوقعت أكثر من 200 قتيل حسب منظمات حقوقية دولية.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت شهدت فيه الحملات الانتخابية استعدادا لانتخابات البرلمان، بداية خجولة بسبب إجراءات اتخذها مجلس صيانة الدستور المكلف باعتماد أوراق المرشحين والذي أقصى عددا كبيرا من المرشحين الإصلاحيين.

ورفض المجلس حوالي 6850 مرشحا من المعتدلين لصالح المتشددين وذلك من بين 14 ألفا تقدّموا بطلبات لخوض الانتخابات.

كما تمّ منع حوالي ثلث النواب من ترشيح أنفسهم مرة أخرى.

وغابت الملصقات والتجمعات للمرشحين الـ7 آلاف الذين سيخوضون غمار هذا السباق الانتخابي.

ويُرجع مراقبون هذا الإقصاء للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي أيد هذه الإجراءات قائلا “لا مكان للخائفين من مواجهة أعداء إيران الخارجيين”.

ويتوقع أن يحقق المحافظون عودة قوية عندما ينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى الجديد بعد إقصاء المعتدلين.

ويصوغ البرلمان المعروف رسميا بمجلس الشورى الإسلامي، مسودات القوانين ويصادق على المعاهدات الدولية ويقر الميزانية الوطنية.

ويبدو أن المتشددين أدركوا أن نفوذهم مهدد اليوم في ظل فشل سياساتهم التي أدخلت طهران في متاهات أزمة اقتصادية خانقة وجعلتها تعيش عزلة دولية غير مسبوقة.

وسارع الأصوليون إلى إقصاء منافسيهم وقطع الطريق أمامهم لمنع استيلائهم على البرلمان.

وأبرزت هذه العملية حجم الخلافات بين الرئيس حسن روحاني وخامنئي، فبينما أيد المرشد الأعلى قرار إقصاء المعتدلين أعرب روحاني علنا عن معارضته لذلك ما جعله عرضة لانتقادات من قبل خامنئي.

ولكن روحاني أراد أن يستدرك الأحد حيث قال في رسالة طمأنة للإيرانيين إن “الانتخابات البرلمانية التي ستجري الجمعة ستكون حرة ونزيهة”.

وعرضت الإجراءات التي اتخذها مجلس صيانة الدستور النظام الإيراني لانتقادات خارجية لاذعة.

ودعا رئيس مجموعة العمل الخاصة بشأن إيران في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك النظام إلى “إعطاء الشعب الإيراني خيارات حقيقية” واصفا الانتخابات البرلمانية بالمسرحية.

ولم يتوان هوك في توجيه سهام نقده إلى سلطات الانتخابات قائلا في فيديو على صفحته الرسمية بموقع تويتر إن “النظام الإيراني سيجري في 21 فبراير ما يسميه بانتخابات برلمانية، يريد النظام منكم أن تصدقوا أن هذه الانتخابات حرة ونزيهة.

.

لكن التصويت الأصلي جرى سرا قبل فترة طويلة”.

وفي مؤتمر صحافي عقده الأحد وبثه التلفزيون الإيراني الرسمي قال روحاني إن بلاده لن “تذعن” للعقوبات والتهديدات الأميركية.

ويتصاعد الغليان الشعبي حيال ممارسات السلطات الإيرانية المتهورة في الشرق الأوسط بعد أن ندد المحتجون الأحد بحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية في يناير الماضي.

وكان الجيش الإيراني قد أقر في يناير الماضي بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة التي راح ضحيتها 170 شخصا على الأقل.

وتم إسقاط الطائرة “على وجه الخطأ” بضربة صاروخية في مجمل رد طهران على قتل الولايات المتحدة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني الذي استهدفته واشنطن بضربة صاروخية في بغداد.

وردت طهران على مقتل أحد أبرز رجالها المكلف بمهمات خارج البلاد بقصف قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية ودولية.

ورفع المحتجون الإيرانيون شعارات مناهضة للحرس الثوري مرددين “أيها الحرس الثوري أنت قاتلنا” و”لا تقل لي تثير الفتنة، أنت مثير للفتنة أيها الظالم”، و”نموت ونأبى المذلة”.

ويرى مراقبون أن أحكاما بالسجن صدرت في حق طلاب آخرين بسبب مشاركتهم في احتجاجات نوفمبر، التي اندلعت بسبب زيادات في أسعار الوقود، قد تذكي هذه الاحتجاجات وتُهدد بذلك الاستحقاق الذي سيجرى هذا الأسبوع.

وتعيش إيران أزمة إقليمية ودولية بسبب استفزازها لجيرانها الخليجيين وكذلك تخفيض التزاماتها حيال الاتفاق النووي المُبرم في العام 2015.

وتعرض هذه التحركات طهران لعقوبات أميركية تهدف إلى ردع إيران لكن الأخيرة لا تتراجع وتتوعد بالمزيد وتواصل تهديد الأمن في الشرق الأوسط.

وبالرغم من محاولة الأوروبيين لعب دور الوسطاء بينها وبين الأميركيين إلا أن السلطات الإيرانية تتشبث بالهروب إلى الأمام ورفض التفاوض قبل رفع الولايات المتحدة عقوباتها.

اخبار من القسم

اليمن      |      المصدر: وكالة خبر    (منذ: 4 سنوات | 21 قراءة)
.