الطيب مصطفى يكتب: هل آن الأوان لأنعي لكم السودان؟!
وهل خرجت مارشات جنود عبد العزيز الحلو التي تم تداولها بكثافة، صورة وصوت، وهي تعلن (جلابة يرجفوا .
.
جيش شعبي جايين خرطوم جوه).
.
هل خرجت تلك القوات بتلك الصورة وبذلك الزهو قبل زيارة حمدوك لكاودا حيث استقبل بقرقول الشرف كزائر اجنبي لمنطقة جبال النوبة التي سماها الحلو على مرأى ومسمع من رئيس وزراء السودان بالأراضي (المحررة)؟! ] نعم ايها الناس .
.
لقد سميت منطقة جبال النوبة ــ المحتلة من قبل قوات الحلو ــ بالاراضي (المحررة من اراضي جمهورية السودان) في حضور حمدوك الفرح بتلك الزيارة والذي لم تستفزه عبارة (المحررة) كما لم يستفزه علم الدولة الجديدة ولا رفض الحلو وجود والي ولاية جنوب كردفان التي يفترض ان جبال النوبة جزء منها! ] وبالرغم من ذلك يسمي رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي يسميان الجيش الشعبي (لتحرير) السودان بـ (حركة الكفاح المسلح) وليس حركة التمرد ! ] يحدث ذلك بالرغم من ان البرهان وحميدتي يشغلان اعلى منصبين في قيادة القوات المسلحة السودانية التي لطالما قاتلت قوات الحلو في ابو كرشولا والسميح والله كريم والتي مازالت ترابط في جنوب كردفان في مواجهة قوات الحلو الذي رفض دخول أي من افراد القوات المسلحة السودانية كمرافقين لحمدوك خلال زيارته لكاودا! ] لقد اختلط الحابل بالنابل ايها الناس، وبتنا لا ندري حدود الحلال الوطني والحرام الوطني بعد ان ارتفعت سقوفات مطالب حركات التمرد واضحت محل حفاوة قيادات الدولة التي باتت تطلق عليها عبارات التدليل والتكريم والتقريظ، فقد وصف حميدتي المتمرد عبد العزيز الحلو بـ (الرجل الفاضل) بالرغم من انه اصبح يطرح مطلوبات تعجيزية مثل تقرير المصير والعلمانية وغير ذلك من المستحيلات! ] ذات الشيء حدث من المتمرد عبد الواحد محمد نور الذي اصبح تمرده، بين عشية وضحاها، (حركة كفاح مسلح) بالرغم من انه يرفض كل شيء حتى اطلق عليه لقب! (Mr NO) ] لذلك لا غرابة أن يتعقد ملف السلام وان تفتح مسارات جديدة ما انزل الله بها من سلطان وان (يخترع) التوم هجو مساراً جديداً للوسط وان (يكتشف) آخرون مساراً جديداً للشمال، وان تتمطى وتتمدد الجبهة الثورية لتفتح مساراً لشرق السودان وان تخرج علينا بعض الحركات بمطلب لتمديد الفترة الانتقالية، ربما لمدة عشرة او عشرين عاماً، ويلح علي خاطر قوي هذه الايام لقيادة مسار جديد للتفاوض عن مسقط رأسي (قرية الهوبجي) ومافي حد احسن من حد!!! ] إنها المسخرة ورب الكعبة والتي لم تحدث من قبل في كل دول العالم، فهل بربكم كانت بريطانيا التي يصول سفيرها (المتورك) ويجول ــ كأنه الحاكم العام للسودان ــ تسمح للجيش الجمهوري الايرلندي ( IRA) المتمرد بما يفعله الحلو الآن او تخلع عليه القاب التمجيد؟ وهل كانت اسبانيا تفعل ذلك مع ثوار الباسك وهل تفعل امريكا ذلك ــ يا مبعوثها للسودان الذي رافق حمدوك الى كاودا واشاد بتلك الزيارة التي تسيء لكرامة السودان ولهيبة الدولة السودانية وسيادتها؟! ] لا أميل الى محاسبة حمدوك كثيراً فهو في رأيي ليس من طينة هذه البلاد ولا يشعر بما نشعر به، سيما انه يحمل جنسية اجنبية اختار ان يلجأ اليها حتى يقضي فيها شيخوخته بعد ان تنتهي فترة عمله في المنظمات الاجنبية خارج السودان! ] تحدث كل تلك الفوضى في ظل تدخلات خطيرة من دول اقليمية شيطانية سلطها الله تعالى للاذى والخراب والدمار واشاعة الفتنة، وما دخلت في بلد الا دخل معها الشيطان، ولا يخالجني ادنى شك انها تضطلع الآن بدور خطير ومدمر، واحذر كل القوى السياسية وخاصة مكونات (قحت) من ادوارها القذرة .
.
وأسال الله تعالى ان يكفينا شرورها.
] اقول للبرهان وحميدتي لقد والله وضعكما الله تعالى امام مسؤولية تاريخية، واخشى إذا لم تنهيا هذه الفوضى وكذلك التدخلات الأجنبية التي لا تريد للسودان خيراً، ان تتدحرج بلادنا المأزومة الى حالة الاحتراب والفوضى التي شهدتها دول اخرى في محيطنا الاقليمي اكثر تماسكاً من بلادنا التي تعاني من الهشاشة والضعف المريع في بنيتها الاجتماعية والسياسية.
الانتباهة
السودان
7 قراءة) 
