عام 2019..  انتفاضة "المهرة" ضد الوجود السعودي تجتاح الصحافة الدولية

عام 2019..  انتفاضة "المهرة" ضد الوجود السعودي تجتاح الصحافة الدولية

المهرة بوست - وحدة الرصد- خاص [ الثلاثاء, 07 يناير, 2020 - 08:00 مساءً ] سلطت الصحافة الدولية خلال العام 2019 الضوء على الحراك الشعبي الدائر في المهرة ضد الوجود السعودي ومشاريع الأخيرة الاستراتيجية التي تهدف إلى ترسيخها من خلال كسب ولاءات السكان وتفكيك النسيج الاجتماعي المتماسك.

وفي الرابع من شهر يناير كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن سعي المملكة العربية السعودية لكسب ولاءات لها بين السكان المحليين في محافظة المهرة اليمنية، من خلال قيامها بمشاريع تنموية تهدف الى ترسيخ مصالحها الاستراتيجية العسكرية والأمنية.

 وقالت الصحيفة إن جيش المملكة استولى على البحر والمطارات وجلب المئات من الجنود السعوديين لتنفيذ المشاريع، ما  أدى إلى إثارة المعارضة بين سكان محافظة المهرة اليمنية، التي عاصمتها الغيضة.

 وأشارت الى أنه مع تزايد الضغوط الدولية على التحالف الذي تقوده السعودية لوقف الحرب المدمرة في اليمن، فإن عدم الثقة العميقة بين السكان هنا يعقد جهود الرياض من استغلال فوضى اليمن لبناء الولاء بين السكان المحليين ويبقي  القوى المعادية، وخاصة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران مهددة للسعودية.

وبحسب التقرير يتهم بعض الأشخاص في المهرة المملكة العربية السعودية باستخدام مشاريع تنموية لترسيخ مصالحها الاستراتيجية العسكرية والأمنية من خلال السيطرة على البنية التحتية الرئيسية في اليمن، وتوسيع المرافق الطبية في المحافظة، وإعطاء وعود بمنح زوارق جديدة للصيادين.

ونقلت الصحيفة عن وكيل المحافظة السابق الشيخ "علي سالم الحريزي" قوله:  نحن تحت الاحتلال السعودي، مضيفا "نحن لا نحتاج إلى السعوديين".

  استراتيجية مزدوجة ووفقا للصحيفة في الوقت الذي تقود فيه السعودية تحالفا مواليا للحكومة يحارب المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، مولت السعودية المدارس والبنية التحتية في محافظه المهرة في اليمن.

وتجادل السعودية والامارات العربية المتحدة بان تحالفهما العسكري أمر بالغ الأهمية لهزيمة المتمردين الحوثيين الذين استولوا في العام 2014 علي العاصمة صنعاء، في حين  قتلت الغارات الجوية للتحالف آلاف المدنيين ودمرت البنية التحتية الحيوية بما فيها المستشفيات، وأصبح اليمن الآن موطن لأحد أكبر فاشيات الكوليرا علي الإطلاق،  وقد توفي ما يصل إلى 85 الف طفل  من المجاعة منذ بداية الحرب، وفقا لمنظمه إنقاذ الطفولة، في حين أن محافظه المهرة قد تجنبت الكثير من الدمار الذي شهدته أماكن أخرى في اليمن، فان المحافظة تدل على كيفية تعتيم السكان المحليين على الدور الكبير للقوى الإقليمية.

وفي شهر "يونيو" سلطت صحيفة "العربي الجديد" الضوء على التنافس المحموم للتحالف السعودي الإماراتي في محافظة المهرة الواقعة أقصى شرقي اليمن، والحدودية مع سلطنة عمان.

وقال تقرير للصحيفة بنسختها الإنجليزية، إنه "على الرغم من عدم تضرر المهرة إلى حد كبير من الصراع ، كونها بعيدة عن خطوط القتال ، إلا أنها ما تزال غير قادرة على الهروب من المشاركة المزعزعة للاستقرار من جانب القوى الإقليمية، حيث تتنافس المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تشكيل الديناميات السياسية والاجتماعية للمحافظة".

 وأضاف التقرير أن الصراع الخليجي على المهرة يشكل كسرًا أعمق لمجلس التعاون الخليجي، الذي انقسم بالفعل بعد حصار الرياض وأبو ظبي والبحرين لقطر.

سجون سرية في مطار الغيظة وفي شهر أكتوبر تناول نشر موقع المعلومات السويسري (Le Temps) ، تفاصيل جديدة عن عملية الاختطاف التي تعرض لها الصحفي اليمني "يحيى السواري" في محافظة المهرة اليمنية على يد قوات سعودية و ميليشيات تدعمها الرياض تحتل مطار مدينة الغيضة عاصمة المحافظة منذُ أواخر العام 2017.

و يقول الموقع في تقريره الذي أعده الصحفيان " سيباستيان كاستيلير وكوينتن مولر" إن اختطاف السواري جرى عقب موجة الغضب العالمي التي أعقبت حادثة الاغتيال التي تعرض لها الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

 وذهب التقرير إلى أن الصحفي "السواري"،شهد عكس تلك الموجه، مشيرا إلى أنه عندما صرح له وقبل أن يتكلم أحمر وجهه وعيناه مالت للون الضبابي وبدا صوته يرتجف بالغضب قائلا: "سألتهم،" هل أنا جمال خاشقجي المقبل؟ ومنذ أكثر من خمسين يومًا، قُبض على السواري في سجن سري سعودي في مدينة الغيضة اليمنية والسجون غير القانونية لميليشيا محلية مملوكة لقوات محلية تدعمها الرياض.

وبحسب الموقع السويسري: خطئ السواري الوحيد هو إجراء تحقيق شامل عن تدخل المملكة المتنامي في المهرة، وهي منطقة معزولة حتى الآن عن النزاع المميت الذي اجتاح اليمن منذ عام 2015.

"الصحفي مثل المجرم" وحول الأسباب التي قادت "السواري" نحو سجن الغيضة السري يؤكد الموقع أنه في بداية عام 2019، أي بعد أربعة أشهر من مقتل جمال خاشقجي ، تساءل يحيى عن سبب تواجد القوات السعودية في محافظة المهرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة شرقي البلاد.

وسلط السواري الضوء على أهداف التحالف في اليمن، والتي، وفقًا للخطاب الرسمي، تهدف فقط إلى وضع حد لحركة المتمردة للحوثيين لتنكشف المصالح الجيواستراتيجية ذات الطبيعة المختلفة تمامًا.

ووفقا لتقرير السواري ، فإن السعوديين يستغلون الفوضى لبناء خط أنابيب وتصدير هيدروكربوناتهم دون الحاجة إلى المرور عبر مضيق هرمز - وهو ممر بحري تهدد أمنه التوترات مع إيران.

وأكدت الموقع السويسري أن تقرير السواري كان حساس، لكن الوقت لم يسعفه لإكماله: فقد تم اعتقاله في 3 يوليو 2019 في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة، وتم تسليمه إلى جنود سعوديين.

" Le Temps" أوضح في تقريره أنه على الرغم من دحض الناطق باسم التحالف السعودي في اليمن، العقيد تركي المالكي لاتهامات يحيى السواري بوجود سجون سرية تديرها المملكة في اليمن، إلى أن الأخير أفاد أنه اعتقل من قبل قوات الأمن اليمنية لبضع ساعات من قبل الشرطة المحلية، قبل تسليمه، دون أي أمر مكتوب، إلى الجنود السعوديين.

التقرير أوضح أن الأيام الأولى للاحتجاز حيث تولت القيادة القوات السعودية موضوع التحقيق مع "يحيى السواري"، وهددته خلالها بالترحيل القسري إلى سجن في الرياض واستجواب عضلي.

 وبحسب التقرير فإن النغمة تغيرت لدى القوات السعودية بمجرد نشر المعلومات عن "يحيى السواري" على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأكد أن الجنود التابعين للرياض كانوا يخافون من تلطخ أيديهم القذرة بدم صحفي جديد كما هو الحال مع الصحفي جمال خاشقجي.

ولفت إلى أن كابوس "خاشقجي" دفعهم إلى ترك العمل القذر لإحدى الميليشيات المحلية لتمارس مع الصحفي التعذيب الجسدي والعقلي.

 وذكر السواري أنه تم إجراء تحقيقات بالصدمات الكهربائية والضرب المتكرر والتهديد بقطع رأس شقيقه المحتجز أيضًا لإجبار يحيى على الاعتراف بصلاته المزعومة مع القوى الأجنبية.

دور سلطنة عمان في المهرة ايجابي وفي الرابع من شهر أكتوبر أدلى شيخ مشايخ أرخبيل "سقطرى" عيسى سالم بن ياقوت بتصريحات لصحيفة المونيتور الأمريكية أكد فيها أن التحالف العربي ظل طريقه في اليمن وأصبح قوة احتلال وأبناء اليمن سيواجهون "الاحتلال" في سقطرى والمهرة حتى بالحجارة.

وأوضح دور الإمارات في جنوب اليمن أصبح مدمر إلى حد كبير، مشيرا في الوقت ذاته أنهم اخبرونا أن الحلفاء الإماراتيين سيساعدوننا في إزالة الحوثيين وإعادة الحكومة الشرعية، لكننا نرى أن الإمارات العربية المتحدة هي التي تهاجم الجيش اليمني".

وذهب التقرير إلى أن محافظة المهرة هي الأخيرة تشعر في البر الرئيسي بتأثير التدخل الأجنبي، ووفقًا للبيان الأخير الصادر عن شيوخ محليين، فقد حولت القوات السعودية في المهرة مؤسسات مدنية إلى قواعد عسكرية، مثل مطار الغيظة وميناء نشطون، واحتجزت تعسفيًا وخطفوا السكان المحليين، ونقلوهم أحيانًا خارج اليمن.

  كما أشار بن ياقوت، "ليس هناك مبرر لهذا [.

] ماذا يريدون؟ لا يوجد أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية في المهرة أو أي جماعات متطرفة ".

وترى الصحيفة الأمريكية أن هناك رأي مشترك بين الجنوبيين وآخر مشترك بين بن ياقوت هو أن المملكة العربية السعودية لديها خطط لاستخراج النفط والغاز الطبيعي في المهرة وبناء خطوط أنابيب من حدودها إلى بحر العرب.

وقال الموقع: لفتت التصميمات السعودية في المهرة اهتمام عمان المجاورة، والتي قيل إنها دخلت في نزاعات مع السعودية حول دور الأخيرة في المحافظة، لكن بن ياقوت أصر على أن دور عمان في المهرة هو دور إيجابي إلى حد كبير يحدده عدم التدخل والدعم الإنساني.

مخططات سعودية لتفكيك مجلس أبناء المهرة وسقطرى وفي الـ 7 من شهر مارس من العام 2019 كشف موقع "عربي 21" اللندني عن شروع المملكة العربية السعودية، في تنفيذ خطة لضرب أكبر كيان معارض لسياساتها ومخططاتها في محافظة المهرة، شرق اليمن.

ونقل الموقع عن مصدر مسؤول إن السعودية تخطط  لـ"تفكيك المجلس العام لأبناء محافظة المهرة وجزيرة سقطرى، الذي يعد أكبر كيان يضم قوى سياسية وقبلية، ويشكل ثقل التيار المعارض لأنشطتها، بزعامة السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار.

وأضاف أن السعودية بدأت حملة استقطاب واسعة، عبر حليفها المخلص في المهرة، راجح باكريت، حاكم المحافظة، لعدد من الشخصيات بين سياسية وقبلية، وبشكل واسع في كل مناطق المحافظة.

وبحسب المصدر فإن الرياض تخطط لإنشاء مجلس قبلي جديد عبر هذه الحملة، في مسعى لضرب النفوذ والتأثير الذي يشكله المجلس الذي يقوده، بن عفرار في المهرة وسقطرى (الجزيرة الواقعة قبالة السواحل اليمنية في المحيط الهندي).

المهرة في مرمى الأطماع السعودية وفي بداية شهر "سبتمبر" من العام ذاته قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ان محافظة المهرة تشهد حربا أخرى بالوكالة، بين دول الخليج التي تطمح في جعلها ساحة نفوذ، دون أن تحظى تلك الحرب باهتمام دولي.

  ونقلت الصحيفة في تقرير لمراسلتها "بيل ترو"، عن باحثين يمنيين قولهم إن السعودية استقدمت 1500 جندي إلى المحافظة بزعم تدريب القوات المحلية والتصدي لتهريب الأسلحة.

وأشارت الصحيفة وفق سكان محليين إلى أنه بعد قدوم تلك القوات قامت الرياض بالاستيلاء على مطار المهرة المدني وأغلقته، وحولته إلى مقر عسكري، بالإضافة إلى أنها قامت بفتح خمس قواعد رئيسية أخرى، بعضها لا يزال قيد الإنشاء، ووصل عددها إلى 20 موقعاً، هذا الأمر عزز مخاوف أبناء المهرة الذين يتهمون السعودية بالاستيلاء على الأرض بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن السعودية قامت باستبدال محافظ المهرة السابق "محمد عبد الله كده" بالمحافظ راجح باكريت الذي رشحته للمنصب والذي قدم في يناير 2018 إلى المهرة على متن طائرة سعودية.

   كما نقلت الصحيفة عن أحد السكان المحليين قوله إن السعوديون أطلقوا النار عليه أثناء جلوسه على إحدى نقاط التفتيش الواقعة على الطريق الرئيس.

  وأشار التقرير إلى رفض أبناء المهرة لتلك الممارسات وهو ما عبروا عنه بالاحتجاجات المنتظمة ضد ما يعتبرونه "احتلالا" لأراضيهم من قبل الرياض.

وبحسب الصحيفة: يشكو الصيادون في محافظة المهرة من عدم السماح لهم بالصيد حول القواعد السعودية الجديدة، بحجة أنهم متورطون في التهريب، وهو ما قلص ارباحهم اليومية بسبب القيود المفروضة عليهم من قبل السعودية.

السعودية تدفع نحو تقسيم اليمن وفي أواخر شهر نوفمبر الماضي نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا حول الوضع في محافظة المهرة، ناقلا عن السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار مطالبته باستعادة سلطنة المهرة.

وأفاد: "لم تكن لنا رغبة في الاندماج باليمن، لقد اضطررنا لذلك"، قال آل عفرار، الذي كان والده الراحل السلطان الأخير لسلطنة المهرة.

وأفاد أنه تم عزل الحاكم في عام 1967، تلاه دمج المنطقة ضمن جنوب اليمن الذي تم تشكيله حديثًا، مما أدى إلى وقف تقليد الأسرة الوراثية القديم.

بعد نصف قرن، كشف آل عفرار للمونيتور عن نبيته في إحياء السلطنة مرة أخرى، وذلك في محاولة لمواجهة النفوذ الذي يسعى إليه التحالف السعودي الإماراتي في محافظة المهرة النائية، منذ أواخر عام 2017، و "الان نريد أن نستقل"، أكد آل عفرار.

وفي خضم النزاع الذي اشتعل في اليمن مطلع عام 2015 وتسبب في مقتل حوالي 100،000 شخص، انتشرت القوات العسكرية السعودية في محافظة المهرة رسميًا، تحت يافطة القضاء على أنشطة التهريب.

ويعتبر ممثل الأسرة الحاكمة السابقة في المهرة، من مواليد أرخبيل سقطرى اليمنية، ويعتقد أن السعودية تهدف إلى "احتلال المدن والموانئ"، لأنها لم تشرح مطلقًا "رؤيتها" للمهرة.

 وفي إشارة إلى هوية تتميز بها المهرة أبرزها اللغة المهرية، قال آل عفرار "لدينا ثقافتنا وتقاليدنا، نحن مختلفون عن معظم الناس في المنطقة".

 وأضاف، "يتحدث باللغة المهرية 100000 شخص، اللغة العربية الجنوبية مهددة لنا، نريد أن نكون مستقلين ولدينا حريتنا الخاصة ونختار من يحكمنا لحماية ثقافتنا".

  مشاركة الخبر:

اليمن      |      المصدر: المهرة بوست    (منذ: 4 سنوات | 15 قراءة)
.