تهم مسبقة و أحكام جاهزة

تهم مسبقة و أحكام جاهزة

تهم مسبقة و أحكام جاهزة الأربعاء 11 ديسمبر 2019 10:50 ص عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى    و صَوّتَ إنسانٌ فكدت أطير       ترى ما عسى كان يقول هذا الشاعر لو أنه عاش هذا الزمن الذي تخلى فيه البعض - حتى - عن الحد الأدنى من الأخلاق، و عن قيم الرجولة، و الرجولة خُلق، أكثر من كونها صفة للذكورة، على  أنني  أقول تخلى البعض و ليس الكثير ؛ و ذلك تفاؤلا بالخيرية، و أن السقوط الأخلاقي الذي يمارسه أولئك( البعض ) مايزال صفة آحاد أو أفراد، و ليس صفة مجموع، ممن يعنيهم، أو ينطبق عليه المثل القائل : الفضيحة عندهم عرس !     يوغل هذا البعض بالكذب و الافتراء و التزييف حدّ التعري، و لا يبالي بعدئذ أن ينكشف حاله، و يفتضح أمره، و تظهر سوءته للعالمين.

    أيُّ نفسية أو خلق لشخص أو أشخاص يرضى لنفسه أن يسقط إلى حد الافتراء الذي يستحل به صاحبه دم الآخرين و أعراضهم و أموالهم !؟     كنموذج لهذا ( البعض ) من بني البشر تلك التهمة التي بموجبها تحاكم مليشيا الحوثي العشرة الصحفيين الذين تسميهم المحكمة  : أعداء الشعب!     هكذا تطلق عليهم- ماتسمى - المحكمة هذا الافتراء مستحلة أرواحهم منذ الجلسة الأولى ، فمن جيء به ليكون قاضيا لا يترك توجيه التهم للادعاء، فيكمل هو المسرحية الهزلية كقاض يصدر الأحكام لاحقا، بل سارع ليكون مرافعا أكثر من المرافع نفسه.

    بعد أربع سنوات من السجن لأكثر من عشرين صحفيا، تم اختطافهم ظلما وعدوانا، و وضعهم في معتقل من معتقلات مليشيا الحوثي، تتذكر المليشيا أخيرا أنه لا بدمن استغلالهم و ابتزازهم لتوظيف اختطافهم، بدلا من الشعور بشيئ من وخز الضمير لذلك الظلم الذي مارسوه في حقهم فيتم إطلاق سراحهم.

    هؤلاء في الحقيقة ليسو بعض، و إنما فئة، تعبّأت بخرافة مضت عليها قرون، و مع هذا الزمن الطويل أصبحت ثقافتها تقوم على كره و بغض كل من عداها من الناس .

    ربما ينطبق مسمى البعض الذي قصدته هذه السطور، في بعض آخر يتخذ من المكايدة سبيلا للتعيش بتبني الافتراءات و الأكاذيب و من ثَمّ القيام بترويجها و تسويقها، خدمة لأغراض نفس أو نفسيات مريضة، و قبلها بُغية التكسب و الترزق عند أبواب واطية، فيما يرى المتعيشون أنها أبواب عالية !!     تتمنى هذه السطور أن يبقى هؤلاء بعض، و قبل ذلك تتمنى لهم هداية تنتشلهم من وحْل قد يغرقون فيه، و تنقذهم من مسنتقع مايزالون يخوضون به، و لتذكير هذا النوع، فإن لهم بتلك الحرة أسوة في أنها : تموت الحرة و لا تأكل بثدييها!!

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 4 سنوات | 17 قراءة)
.