تعيين الولاة.. جدل لا ينتهي

يبدو أن مسألة تعيين الولاة واللغط الكثيف الذي يدور حولها قد يفضي بالجبهة الثورية الرافضة للخطوة بالمضي في اتجاه تصعيد المواقف، من خلال وضعها لعقبات ومتاريس أمام قوى الحرية والتغيير بعرقلة الخطوة مؤقتاً، إلى ما بعد مرحلة تحقيق السلام الشامل بالبلاد، بعد تجاوز الوثيقة الدستورية التي تحدثت عن إكمال الهيكل التشريعي في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من إعلان الحكومة الانتقالية، بينما المشهد الآن على صعيد قوى الحرية والتغيير يبدو أنه أكثر وضوحاً، بعد أن حزمت مكوناتها أمرها ودفعها بقوائم مرشحيها للجنة المركزية المعنية بالملف، ورغم الخطوات المتسارعة في اتجاه حسم قضية الولاة، إلا أن هنالك عقبات ماتزال قائمة أمام تعيين الولاة، تتمثل في إعلان جوبا بمايلي خطوة إرجاء تعيين الولاة، ومدى جدية (قحت) والتزامها بذلك، بجانب خصوصية بعض الولايات التي تحتاج إلى بقاء ولاة عسكريين، بالإضافة إلى معايير الترشيح والاختيار.

معايير الاختيارالمتحدث الرسمي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح أكد على وجود أحد عشر معياراً تتعلق بمسألة اختيار الولاة، أبرزها ألا يكون المترشح قد كان مشاركاً في مؤسسات النظام البائد، وأن يكون حاصلاً على الشهادة الجامعية، بجانب أن يكون مقيماً في الولاية التي رُشح فيها لمدة لانتفص عن عشر سنوات، وأكد صالح أن مسألة تعيين الولاة المدنيين ضرورة لاستكمال مهام الثورة، والانتقال بالولايات من حكم الشمولية إلى مرحلة السودان الجديد، مشيراً إلى حدوث توافق داخل قوى الحرية والتغيير أفضى بكتلها إلى أن تدفع بقوائم مرشحيها للولايات من قبل لجان الحرية بالولايات، وقال إن هذه الترشيحات ستعرض أمام المجلس المركزي، ومن ثم تتم عمليات الاختيار، مؤكداً تجاوز التحفظات التي أبدتها الجبهة الثورية، بعد التوصل إلى تعيين الولاة كمكلفين، إلى حين الوصول إلى سلام .

ومن جهته أشار القيادي بالحرية والتغيير محمد ضياء الدين، إلى أن عملية اختيار الولاة ستتم باتفاق سياسي من الكتل التي تعبر عن قوى الحرية والتغير، وقال إن ماحدث في تكوين المجلس السيادي ومجلس الوزارء سيحدث الآن في اختيار الولاة وتشكيل المجلس التشريعي .

إعلان جوباوبالمقابل أكد القيادي بالجبهة الثورية أحمد الدفينة التزام الثورية بإعلان جوبا، وقال إن الاعلان دعا إلى تأجيل خطوة تعيين الولاة والمجالس التشريعية إلى حين الوصول إلى السلام الشامل، وأضاف أي تجاوزات أو نكوص عن هذا الاتفاق سيضر بعملية السلام، وتابع أي كلام عن تعيين الولاة خلاف إعلان جوبا يعتبر ردة بالنسبة لنا، وقال مايهمنا في هذه المسألة هو تمسك الحكومة بإعلان جوبا، لذلك نحن غير معنيين بأي تصريحات من قوى الحرية والتغيير في هذا الخصوص، بينما هدد القيادي بالثورية التوم هجو قوى الحرية والتغيير في الاستمرار في عملية الترشيحات الجارية لتعيين الولاة، والتي وصفها بالمهددة لعملية السلامولاة عسكريونوبدوره أشار المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين البروفيسور حسن الساعوري إلى أن استعجال قوى الحرية والتغيير في أمر تعيين الولاة يرجع إلى خلو الولايات من الظل الثوري، مبيناً أن (قحت) تعتبر الولايات خارج سيطرتها بعد تكليف ولاة عسكريين لها، وقال الساعوري إن خصوصية بعض الولايات تستوجب أن يكون على سدتها ولاة عسكريون، لتشابك ملفاتها وتداخلها بعيداً عن الولايات الأخرى، مشيراً في ذات الصدد إلى وجود عقبات وخلافات حول معايير اختيار الولاة داخل قوى الحرية والتغيير لم يتم التوافق عليها، بجانب أن الحركات المسلحة تريد نصيبها من كيكة الولاة.

فراغ دستوريوفي أبريل الماضي كان قد كلف رئيس المجلس العسكري الانتقالي آنذاك الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قاده الفرق والمناطق العسكرية بتسيير مهام الأمور في الولايات، بينما طالب ولاة الولايات المكلفون، خلال اجتماعهم مع وزير الحكم الاتحادي يوسف آدم الضي، بإعفائهم من مناصبهم، واختيار ولاة مدنيين بدلاً منهم، معتبرين أن الفراغ الدستوري الذي تعيشه الولايات ليس في صالحها، حيث أجمع الولاة العسكريون على أن تكليفهم ألقى بظلاله على قواعدهم العسكرية، في إشارة إلى كونهم قادة الحاميات العسكرية بالولايات، وأنهم زاهدون في هذا التكليف.

اخر لحظة                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 سنوات | 11 قراءة)
.