قواتنا في اليمن .. لا للمزايدة !

• كما هو معلوم ، فإن قوة عسكرية سودانية مُعتبرة من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع موجودة في اليمن ضمن قوات التحالف العربي “تحالف الشرعية” وتؤدي دوراُ مهماً على الأرض في إطار تنفيذ الخطط الموضوعة وبالذات ما يتعلق منها بحماية أمن وسلامة الأراضي المقدسة في مواجهة التهديدات الحوثية ، وهذه القوات شاركت بقرار سياسي إتخذه النظام السابق حسب نظرته وتقديره وقتها للوقائع والظروف المعاشة وواجب السودان تجاه الأشقاء .

• علاقتنا مع اليمن وأهل اليمن علاقة قديمة قوية حيث تجمعنا العراقة والأصالة و”الدم الحار” وبالتالي لم يكن لائقاً أو مقبولاً أن نتأخر عن نجدتهم وعونهم حسب طلب ونداء حكومتهم الشرعية ، من الناحية الأخرى فإن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقة إخوة وأشقاء يقفون مع بعضهم “في الحارة والباردة” ولذلك لم يكن ممكناً أن نقف ونتفرج عليهم وهُم يستهدفون ، خاصة وأن التاريخ بحفظ للمملكة العديد من المواقف المضيئة المساندة للسودان .

• حملت صحف الأمس تصريحاً للدكتور حمدوك رئيس الوزراء مفاده أن تواجد قوات سودانية في اليمن إرث تركه النظام السابق ! “أوكي” متفقون لكن السؤال : ثم ماذا بعد ذهاب النظام السابق ؟ لماذا لا يتخذ د.

حمدوك وحكومته قراراً بإنهاء المشاركة وعودة القوات فوراً طالما أنهم يرون خطأ المشاركة من الأساس وأن ذلك صراع داخلي لا شأن لبلادنا به وأن السعودية هي المبادرة بالتدخل في اليمن ؟ الرئيس السابق المشير البشير إتخذه قراره فأين قراركم أنتم ؟ • مثل هذه الملفات الحساسة لا تحتمل المزايدة ومحاولات تعكير المياه بغرض الصيد فيها ! أي قرار صائب علينا إعتماده وإسناده مهما كانت آثاره الجانبية ، وأي قرار غير مؤسس على حيثيات ومبررات موضوعية علينا تصحيحه دون تلكؤ ، فالتردد ومحاولات الإمساك بالعصا من منتصفها يُحدث تشويشاً ويضر بأكثر مما ينفع ، والدول المحترمة لديها عقودها وعهودها وقراراتها ومواقفها التي عليها الإلتزام بها بإحترام أو التراجع عنها بالطريق المتفق عليه .

• وفّق الله القائمين على الأمر للحفاظ على مصالح البلاد .

محمد حامد تبيدي عسل مختوم (الصيحة) ٨ ديسمبر ٢٠١٩م                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 سنوات | 21 قراءة)
.