بدر بن سعود: عقوبة اتهام الهلال تبدأ باللوم وتنتهي بالقتل

انتقد الكاتب الدكتور بدر بن سعود في زاوية “همزة بدر” المنشورة اليوم الخميس في صحيفة الرياض موقف مشجعي الأندية من نادي الهلال قبل وبعد حصوله على الآسيوية.

وأشار إلى أن الأمر قد وصل الأمر لدرجة خروج مقطع فيديو يوجه اتهامات صريحة لشخصيات رياضية محلية وآسيوية بدفع رشوة مليونية لتمكين الهلال من الحصول على البطولة.

وأوضح أن الحق العام في هذا الحالات قد يشتمل على عقوبة تعزيرية تبدأ باللوم وتنتهي بالقتل وان المجتمع السعودي وصل إلى حالة من التعصب الحدي تحتاج لتدخل.

وأضاف : قبل ما يزيد على عشرة أيام حقق فريق الهلال السعودي لكرة القدم بطولة آسيا للأندية، وكان هذا بعد فوزه في مباراتي الذهاب والإياب على أوراوا الياباني يومي 9 و24 نوفمبر 2019، وبإجمالي ثلاثة أهداف من دون مقابل، والهلال لم يأخذ كأس البطولة وحدها فقد ضم إليها جائزتي الهداف وأفضل لاعب، ويجوز القول: إنه حصد الألقاب كلها في جولة واحدة، وانتصار الهلال جاء بعد صيام إقليمي وقاري استمر لأكثر من 17 سنة، وبعد أن حل طرفاً في النهائي الآسيوي العامين 2014 و2017 ولكنه لم يوفق في الحصول عليه.

وتابع بن سعود : “الإنجازات الخارجية للأندية تحمل بجانب ألوان النادي ألوان الدولة التي يحمل جنسيتها، وليس أدل على ذلك من إدراج الخارجية السعودية لبطولة الهلال ضمن إنجازات المملكة العالمية في أسبوع، وقد ساوت بينها وبين تسلم المملكة لرئاسة مجموعة العشرين في 2020، وفوزها بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وفي انتخابات مفوضية الملاحة الجوية بمنظمة الطيران المدني الدولي، وقبل هذا دعم القيادة السعودية لممثل الوطن واحتفالها وهيئتي الرياضة والترفيه بالمنجز الذي تحقق.

” واستطرد : “هذه الأجواء الاحتفالية غير المسبوقة لامست عصباً عارياً عند بعض مشجعي الأندية، فقد كانوا على طول الخط يتمنون خسارة الهلال في كل مواجهاته الآسيوية، ولم يترددوا في رفع أعلام خصومه وتأييدهم بشكل معلن وجارح، وهؤلاء وقفوا مع الاستقلال الإيراني والسد القطري والعين الإماراتي ضد الهلال، وهو حق مشروع لولا أنه جاء متأثراً بمواقف متحاملة وغير منطقية، ولمجرد الانتصار لأندية لن تستفيد من خسارة الهلال، ووصل الأمر إلى درجة خروج مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، وفيه اتهامات صريحة لشخصيات رياضية محلية وآسيوية بدفع رشوة مليونية لتمكين الهلال من إحراز البطولة الآسيوية، والحال تشترك فيها معظم الأندية الجماهيرية، فقد وجهت اتهامات مشابهة لمانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني في مناسبات لا تبتعد كثيراً.

” وأضاف : ” المقطع لم يدخل في الترند المحلي بأقل تقدير، ولم يحقق انتشاراً واسعاً، ولكنه أكمل جملة من التشكيكات التي بدأت من الساعات الأولى لتتويج الهلال، فقد تم حرف كلام الإعلامي المعروف وليد الفراج عن مساره، وجرى تناول تأويلات جديدة لقوله: إن المبالغ المصروفة على الهلال لتحقيق البطولة تجاوزت المليار، علاوة على اتهام الحكام المعتاد والدخول في تفسيرات استبدال الحكم الإيراني بالأوزبكي قبل 72 ساعة من النهائي.

واختتم مقاله قائلاً : “النيابة العامة كانت حاضرة ومتابعة، واتخذت الإجراء المناسب، ولعل المقطع يعطي انطباعاً لمن يشاهد أن حالة الشخص ليست مستقرة، والعقوبة في الحق العام تحتمل أكثر من سيناريو، من بينها عقوبة تعزيرية مرسلة تبدأ باللوم وتنتهي بالقتل، أو عقوبة بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تجمع بين السجن لمدة لا تتجاوز خمس سنوات وبغرامة مالية تقف عند ثلاثة ملايين ريال أو بإحداهما، أو أن يؤخذ عليه تعهد ويترك، ولمن ذُكرت أسماؤهم حق المطالبة بالتعويض المادي أو بالتأديب، والتصرف رغم ما ذكر يكشف عن حالة تعصب حدي وصل إليها المجتمع السعودي، والمسألة لا تخص كرة القدم وتمتد لغيرها، فالمناطق الرمادية ومساحات المناورة تغيب عن القضايا العامة، ويحل محلها منطق الأسود والأبيض أو معي وضدي.

منوعات      |      المصدر: مزمز    (منذ: 4 سنوات | 115 قراءة)
.